عُرفت دبي منذ سنوات طويلة بالإنجازات الفريدة غير المسبوقة في مجال إنشاء المشاريع المعمارية، والتصاميم الاستثنائية. وفيما تتقدم المدينة نحو تحقيق خطتها الحضرية الرئيسة 2040، تحتل الاستدامة مركز الصدارة في التخطيط والتنفيذ. دعونا نستكشف معًا الاتجاهات المتنامية في مجال العقارات المستدامة في دبي، ونطّلع على المساهمة التي تقدّمها دبي للعقارات ضمن هذا المجال، ونتعرّف على التأثير الذي تحدثه هذه المبادرات على السوق العقارية في المدينة.

رؤية دبي 2040 والتخطيط الحضري

تحدد الخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040 رؤية المدينة للتنمية الحضرية المستدامة. وتهدف إلى إنشاء مدينة تمنح الأولوية لرفاهية سكانها ونوعية الحياة التي تقدّمها لهم، مع العمل على تقليل بصمتها الكربونية وتأثيرها السلبي على البيئة. فتتمحور الخطة حول أربع ركائز أساسية: الناس، والمجتمع، والاقتصاد، والبيئة. من خلال العمل على مواءمة التخطيط الحضري مع أهداف التنمية المستدامة، تسعى دبي لبناء مدينة أكثر خضرة وذكاء للأجيال المقبلة.

خطة دبي للاستدامة ومبادرات المدينة الذكية

يظهر التزام دبي بمبدأ الاستدامة من خلال خطتها الشاملة المرتكزة عليه. تهدف المدينة إلى تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 30% وزيادة نسبة استخدام الطاقة المتجددة إلى 75% في العام 2050. ولتحقيق هذه الأهداف، تبنّت دبي خطط المدن الذكية القائمة على دمج التكنولوجيا والابتكار في التخطيط الحضري. ويشمل ذلك العمل على تنفيذ الشبكات الذكية، وإنشاء الأنظمة الفعالة الخاصة بإدارة النفايات، وتطوير البنية التحتية للنقل المستدام.

مساهمة دبي للعقارات في العقارات المستدامة

بصفتها شركة رائدة في مجال التطوير العقاري، تتبنّى دبي للعقارات الاستدامة كمبدأ أساسي في كل مشاريعها. ويتضمّن ذلك الحرص على دمج المباني الخضراء وعناصر التصميم الصديقة للبيئة في هذه المشاريع التي تسعى الشركة من خلالها إلى إحداث تغييرات كبرى في المشهد العقاري في المدينة. تعطي المشاريع التطويرية لشركة دبي للعقارات الأولوية لكفاءة استهلاك الطاقة، وترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها، والاعتماد على المواد المستدامة.

كجزء من التزامها بالاستدامة، استطاعت دبي للعقارات تنفيذ أنظمة توفير الطاقة عبر كل مجمّعاتها السكنية في دبي لتعويض ما يقارب 1,450 طنًاً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، مما أدى إلى إنشاء مجتمعات أكثر استدامة وصديقة للبيئة. ونأخذ على سبيل المثال مشروع الأبراج الإدارية في الخليج التجاري الذي تم تطويره وتزويده بأنظمة موفّرة للطاقة، مما يساهم في جعل سكانه يعيشون في مساحات أكثر استدامة.    

بالإضافة إلى ذلك، عملت دبي للعقارات على إدخال عدد من عوامل الاستدامة إلى منازل تاون هاوس في مشروع مدن الرنيم ويتضمّن ذلك سخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتقنيات العزل المستدامة، وأنظمة التظليل التي تعمل على الحد من الإشعاع الشمسي المباشر على الوحدات، إلى جانب استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة أو المياه المعاد تدويرها لري الحدائق، وما إلى ذلك من التدابير التي تساهم في تعزيز مبدأ الاستدامة والحفاظ على البيئة.

توجهات قطاع العقارات المستدامة

شهد سوق العقارات في دبي تحولًا كبيرًا نحو العقارات المستدامة، فأصبح مشترو المساكن والمستثمرون يبحثون بشكل متزايد عن الخيارات الصديقة للبيئة. توفر المباني الخضراء العديد من المزايا ضمن هذا الإطار، بما في ذلك انخفاض تكاليف الطاقة وتعزيز جودة الهواء داخل المباني وتحسين نوعية الحياة ورفاهية السكان.

علاوة على ذلك، وانطلاقًا من أهمية عمليات شراء العقارات قيد الإنشاء التي تُعدّ خيارًا استثماريًا شائعًا في دبي اليوم، باتت الخرائط اليوم تتضمن العديد من ميزات الاستدامة، حيث يقوم المطوّرون بدمج الألواح الشمسية وأنظمة تجميع مياه الأمطار والأجهزة الموفرة للطاقة في مشاريعهم، ليعكس ذلك وبشكل واضح متطلبات السوق المتطورة والوعي المتزايد بالمسؤولية البيئية في المدينة.

التوقعات المستقبلية لسوق العقارات في دبي

من المتوقع أن يحدث التوجه نحو التركيز على الاستدامة تأثيرًا عميقًا على سوق العقارات في دبي. ومع التقدّم الذي تحرزه المدينة نحو تحقيق أهداف الاستدامة، من المتوقّع أيضًا أن ترتفع أسعار العقارات في المشاريع الصديقة للبيئة. سوف يدرك المستثمرون ومشترو العقارات مع الوقت الفوائد طويلة الأجل للعقارات المستدامة، وذلك على الأرجح سوف يؤدي إلى الزيادة في الطلب وبالتالي إلى ارتفاع قيمة العقارات.

وبالإضافة إلى ذلك، إن من شأن دمج تقنيات المدن الذكية والبنية التحتية المستدامة أن يساعد في تحسين جودة الحياة للسكان. كما أن توفير المساحات الخضراء والأحياء المناسبة للمشاة وتطوير أنظمة النقل الفعالة الصديقة للبيئة، كلها عوامل سوف تساهم في جعل المدينة أكثر استدامة وملاءمة للعيش بصحة ورفاهية.