بفضل مكانتها المميزة وتعدد الثقافات فيها، تواصل مدينة دبي جذب الكثير من الزوار من كل أنحاء العالم، سواء للعمل أو لمجرّد الترفيه. وقد أسهمت القوانين المهمة التي سنّتها الحكومة، والعروض المُذهلة التي أطلقها المطورون، بموازاة توفير برامج دفع مرنة، في بلوغ المستثمرين الأجانب نسبة 20٪ على صعيد التملك في سوق العقارات في دبي. وقد أدّى الإغلاق في العامين الماضيَين بسبب الجائحة، ومن بعده تنظيم معرض أكسبو 2020 دبي الدولي، إلى الدفع قُدمًا بسوق الاستثمار العقاري المزدهر أصلاً في دبي.

يوجد الكثير  من العقارات المعروضة للبيع في دبي، ولكن قبل المُغامرة في توظيف أي استثمارات في المجال العقاري، اطلع على بعض الحقائق والمعطيات التي يجب أن تعرفها مُسبقًا، كي تنجح في اتخاذ القرار الأفضل والأنسب لك، والمبني على كل من احتياجاتك ومشاريعك وقدراتك الماليّة.

1- الوكيل المسجل

 قد تكون مدفوعًا بإغراءات مُعيّنة لاختيار وسيط مستقل، ولكن عليك أن تكون على علم بأنّه في حال مُواجهة أي نوع من المشاكل المُحتملة في خلال إتمام إجراءات المعاملة، ليس لديك أي حصانة قانونيّة رسميّة بوجه هذا الوسيط، ولا يمكنك بالتالي المطالبة بحقوقك المهدورة. لهذا السبب بالتحديد، من الأفضل لك أن تتعامل مع وكيل مرخص ومعتمد، على أن يكون حائزًا على اعتراف وكالة التنظيم العقاري، ومتخصّصًا في ميدان سوق العقارات، وذلك بهدف ضمان توفّر الحماية لحقوقك بشكل قانوني مُحصّن. انطلاقًا ممّا سبق، لا تتردد في طلب الأوراق الرسمية للجهة التي تتعامل معها. لأنه في النهاية، لا يمكن للمرء إلا أن يكون حذرًا وأن لا يغامر بأي مخاطرة غير محسوبة النتائج!

2- المواقع الفضلى في دبي

 على الرغم من أن المشاريع العقارية تتكاثر بوتيرة سريعة في مختلف أنحاء المدينة، إلا أن بعض الأحياء والمواقع المُحدّدة تُعتبر مطلوبة ومرغوبة بشدة، من قبل كلّ من المستثمرين والمشترين بشكل عام، باعتبار أن المواقع الممتازة والمُختارة بعناية يمكن أن تنعكس إيجابًا - وبشكل كبير، على العائد الاستثماري.

لهذا السبب، من الضروري أن تستثمر في موقع يؤمّن بالتوازي مجموعة من المعطيات المناسبة، تشمل في الوقت عينه، الأمان والسلامة للسكان، والمرافق المريحة، والقرب الجغرافي من المدارس والطرقات الأساسيّة والرئيسة، وكذلك من المتنزهات والحدائق العامة، وغيرها من المرافق الحيويّة. ولا حاجة للتذكير بأنّ دبي لاند تُمثّل أفضل موقع للاستثمار في دبي، لأنها تملك الكثير من الخصائص التي تضعها في خدمة المستخدمين. إشارة إلى أنّ دبي لاند تُعتبر مدينة متكاملة ضمن المدينة، وهي تحضن الكثير من المشاريع السكنية الفاخرة والمترفة، والتي جرى تنفيذها من قبل دبي للعقارات، على غرار مدن الرنيم، وفيلات فيلانوفا، ورمرام، على سبيل المثال لا الحصر. وقد جرى تصميمها كلّها بعناية ودقّة حرفيّة عالية، بهدف وضع ما يريده المشترون بين أيديهم، وتطبيق ما يطمحون إليه، على صعد كل من التصميم المعماري المميز، والأناقة الهندسيّة اللافتة، والمرافق ووسائل الراحة التي تناسب كل أفراد العائلة، ناهيك عن تأمين مجموعة كبيرة من المرافق والخدمات العصريّة، من دون أن ننسى أنّ الموقع الجغرافي يُعتبر مناسبًا جدًا، حيث يقع المشروع على بعد 25 دقيقة فقط من المطار، مع إمكان الوصول بسهولة وسرعة إلى وسط مدينة دبي ومركزها الأساسي.

3- عائد استثماري أفضل وأكثر فعاليّة

 لا شكّ أنّ خُطوة توظيف الاستثمارات بذكاء تؤمّن تلقائيًا الاستفادة من عائد استثماري جيد بأقلّ تقدير. إنّ المرحلة الحاليّة هي بالتأكيد مناسبة تمامًا على مُستوى الظرف الزمني الملائم، للإقدام على شراء عقار في دبي، باعتبار أنّ عوائد إيجارات العقارات تُعتبر من بين الأعلى على مُستوى العالم أجمع، حيث تصل إلى ما نسبته 10٪، في حين أنّها تبلغ في لندن مثلاً 3٪ فقط. إضافة إلى ما سبق، بإمكان المستثمرين الذين يطمحون لإجراء استثمار ثابت ومُستدام، بالتزامن مع الاستفادة من أسعار عقارات جذابة، ومن تسهيلات على صعيد الدفعات المالية المطلوبة، أن يستثمروا في عقارات في دبي تكون مُخصّصة للتأجير بعد شرائها، على أن يستفيدوا بنتيجة ذلك من عائد استثماري يتراوح ما بين  5٪ و6٪ للعقارات الجاهزة للسكن. ومن الممكن بالتالي اكتساب عوائد تأجيرية كبيرة وحتى باهرة، عن طريق الاستفادة من استثمار ذكي ومربح، خاصة وأنّ دبي تستقطب الزوّار بشكل متزايد، علمًا أنّ الكثير منهم يزورها بشكل متكرر، وبعضهم يقيم فيها لأكثر من شهر. وهذه الفئات من الزوّار تُفضّل اللجوء إلى إيجارات لفترة زمنيّة قصيرة، بهدف التمتّع بتجربة إقامة بطابع "منزلي" أصيل خلال السفر .

4- الإقامة الفورية

 منذ أن أطلقت الحكومة مبادرتها الجديدة بشأن تصاريح الإقامة الخاصة بكل من المتقاعدين والعاملين عن بعد، صار بإمكان

المستثمرين في ميدان العقارات السكنية في دبي، الاستفادة من تصاريح إقامة قانونية في المدينة. أكثر من ذلك، إنّ توسيع الفئات المُستهدفة من برنامج "التأشيرة الذهبيّة" التي تصلح لمدّة 10 سنوات، يهدف إلى جذب المزيد من المستثمرين ورجال الأعمال. ومن الضروري الإشارة في السياق عينه، إلى أنه يتوجّب على الأشخاص الأجانب الاكتفاء بالاستثمار في عقار سكني واحد فقط يُصنّف ضمن خانة التملك الحر، وليس في عقارات ذات طابع تجاري. يُذكر أيضًا أنّ التأشيرة المُخصّصة للإقامة لمدة 10 سنوات تبقى صالحة طوال الفترة التي يمتلك فيها المستثمر  أحد العقارات في الدولة. وبدون أدنى شكّ، إنّ التمتّع بالمعايير التي تتيح الحصول على تأشيرة إقامة في الإمارات العربية المتحدة، يرفع عدد المزايا والمكاسب التي يستفيد منها المستثمرون العقاريون، مع العلم أنّ المسار التطبيقي خال من المتاعب ويُمكن إتمامه في غضون أسبوعين فقط. أكثر من ذلك، توفّر التأشيرة الذهبية العديد من المزايا والمكاسب للمقيمين، منها مثلاً إمكان فتح حساب مصرفي، والتقدّم للحصول على رخصة قيادة، وتسجيل السيارة الخاصة في الدوائر المعنيّة في دبي، إضافة إلى مجموعة من المزايا والمكاسب الأخرى التي يستفيد منها كل أفراد الأسرة.

5- قوانين مُخصّصة لتشجيع الاستثمار

 ليس هناك أدنى شك بأنّ انخفاض معدل الضريبة يُمثّل أحد الأسباب الرئيسة والطليعية التي فتحت الطريق أمام ازدهار سوق العقارات في دبي، إلى جانب مجموعة أخرى من الأسباب، أبرزها الجودة العالية للعقارات، والأنظمة والقوانين المناسبة للسوق العقاري، والبنية التحتية الناجحة والجديرة بالثقة. وقد تكلّل كل ما سبق بإصدار قانون الرهن العقاري الجديد الذي تمّت صياغته بهدف الحثّ والتشجيع على توظيف المزيد من الاستثمارات الأجنبية. إشارة إلى أنّه على الرغم من طابعه المغري جدًا، توجد حدود معيّنة للرهن العقاري. بكلام أوضح، صار حاليًا بإمكان المشترين للمرّة الأولى في الإمارات العربية المتحدة، الاستفادة من رهن عقاري مُحدّد السقف عند نسبة 80٪، مع حد أدنى للإيداع بنسبة تبلغ 20٪. ويرتفع هذا المعدل تلقائيًا ليبلغ نسبة يمكن أن تصل إلى 40٪، للأشخاص الذين يشترون منزلًا ثانيًا، أو الذين تبلغ قيمة عقارهم أكثر من 5 ملايين درهم إماراتي.

ويمكن الإستفادة من مسار آخر لتأمين الحصول على وحدة عقارية، يتمثّل بشراء عقار لا يزال بمرحلة البناء أو حتى لا يزال رسمًا على خريطة، الأمر الذي يُتيح تسديد دفعة أولى بنسبة منخفضة جدًا، تصل إلى 10٪ فقط من قيمة العقار، مع تسديد دفعات مُقسّطة تُشكّل ما نسبته 40٪ إلى 60٪، على مدى العامين التاليين. وفي المرحلة التالية، يمكن الحصول على قرض، لتسديد المبلغ المتبقي والذي يستحقّ عند مرحلة التسليم والتسلّم.

بما أنّ اقتصادها يحظى بثقة عالمية مُستدامة، تُمثّل دبي حاليًا - وبدون أدنى شك، الوجهة المثاليّة للاستثمار في مجال العقارات.